القادسية .. فكر جديد و ثوب مختلف تحت قيادة رودجرز

يدخل نادي القادسية مرحلة جديدة ومفصلية في مسيرته الكروية، عنوانها التغيير الجذري في الفكر الفني والنهج التكتيكي، وذلك بعد إقالة المدرب الإسباني ميشيل غونزاليس، والتعاقد مع المدرب الإيرلندي العالمي المخضرم بريندان رودجرز، أحد أبرز الأسماء التدريبية في الكرة الأوروبية خلال العقدين الأخيرين. خطوة تعكس طموح الإدارة في إعادة تشكيل هوية الفريق، والانتقال به من مرحلة التذبذب إلى الاستقرار والمنافسة المستدامة.

رودجرز مدرسة فنية

بريندان رودجرز لا يُعد مجرد مدرب عابر، بل هو صاحب مدرسة فنية واضحة المعالم، تقوم على الاستحواذ الواعي، والضغط العالي المنظم، واللعب الجماعي القائم على التحركات الذكية دون كرة. يتميز رودجرز بقدرته الكبيرة على قراءة المباريات، وتغيير شكل الفريق تكتيكياً أثناء اللقاء، إضافة إلى إيمانه العميق بتطوير اللاعبين ذهنيًا وفنيًا، وهو ما انعكس بوضوح في محطاته السابقة مع أندية كبرى مثل سيلتك الاسكتلندي، وليفربول الإنجليزي، وليستر سيتي الذي قاده لتحقيق إنجازات تاريخية محليًا وأوروبيًا.

الوعي التكتيكي لرودجرز يُعد أحد أهم أسلحته، إذ يعتمد على خلق التفوق العددي في وسط الملعب، وربط الخطوط بشكل متوازن، مع مرونة كبيرة في التحول بين الرسمين 4-3-3 و4-2-3-1 حسب مجريات اللعب. كما يُعرف عنه الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، سواء في التمركز الدفاعي أو في كيفية بناء الهجمة من الخلف، وهو ما يمنح الفرق التي يقودها شخصية واضحة داخل الملعب.

كيف يستفيد المدرب الجديد من النجوم؟؟

في القادسية، يملك رودجرز خامات فنية مميزة قادرة على ترجمة أفكاره إلى واقع ملموس. يأتي في مقدمتها النجم المكسيكي جوليان كينونيس، الذي يتمتع بالحركة المستمرة والقدرة على اللعب كمهاجم صريح أو جناح داخلي، ما يجعله مثالياً لفكر رودجرز القائم على المهاجم المتحرك. كما يُعد الإيطالي ماتيو ريتيغي، الهداف الكبير، قطعة محورية في المشروع الجديد، بفضل قوته داخل منطقة الجزاء، وحسه التهديفي العالي، وقدرته على استغلال أنصاف الفرص.
أما القائد ناتشو فيرنانديز، فيمثل عنصر الخبرة والاتزان الدفاعي، وسيكون حجر أساس في تنظيم الخط الخلفي، ونقل عقلية الفوز والانضباط إلى بقية عناصر الفريق، إلى جانب دوره القيادي داخل غرفة الملابس، وهو ما يقدّره رودجرز كثيرًا في مشاريعه.
وعند النظر إلى أرقام القادسية هذا الموسم، نجد أن الفريق خاض 9 مباريات، حقق خلالها 5 انتصارات، وتعادل في مباراتين، وخسر مثلهما، مسجلًا 16 هدفًا، مقابل استقبال 9 أهداف. أرقام تعكس قاعدة جيدة يمكن البناء عليها، لكنها في الوقت ذاته تكشف الحاجة إلى مزيد من التوازن الدفاعي والاستمرارية الهجومية، وهو ما يُنتظر أن يعالجه رودجرز بفكره وخبرته.
في المجمل، فإن قدوم بريندان رودجرز يمثل بداية عهد جديد للقادسية، عهد يعتمد على التخطيط طويل المدى، والهوية الواضحة، والاستثمار الأمثل في النجوم المتاحة. الجماهير القدساوية تترقب بشغف ملامح الفريق تحت القيادة الجديدة، على أمل أن يكون القادم أكثر إشراقًا وطموحًا.

أرقام القادسية هذا الموسم

9 مباريات
5 انتصارات
2 تعادل
2 خسارة
16 هدف مسجل
9 أهداف مستقبلة