هيرفي رينارد .. الاسم الكبير والنتائج الغائبة

منذ تسلمه قيادة المنتخب، دخل رينارد سلسلة من الاستحقاقات القارية والعالمية والخليجية، وكان الرهان كبيرًا على مدرب يُصنَّف كـ«مدرب بطولات»، لكن الواقع جاء صادمًا. في كأس الخليج 2019، لم ينجح المنتخب تحت قيادته في ترجمة التفوق النظري إلى بطولة،

وخرج دون تحقيق اللقب، في بطولة تُعد تاريخيًا من أقرب البطولات للمنتخب من حيث المستوى والظروف. ومع مرور الوقت، لم يكن ذلك الإخفاق سوى مقدمة لسلسلة أطول من الإخفاقات.

وعند الوصول إلى كأس العالم 2022، وهو الحدث الأكبر والأهم، ارتفعت التوقعات بشكل غير مسبوق، خاصة في ظل التحضيرات الطويلة والاستقرار الفني والدعم الكامل.
ورغم تحقيق فوز لافت لا يمكن إنكاره، إلا أن المنتخب فشل في بلوغ الأدوار المتقدمة، وغادر البطولة دون تحقيق الهدف الحقيقي، ليبقى الإنجاز محدودًا بلحظة، بينما تُقاس المشاركات العالمية بالاستمرارية والنتائج لا باللقطات العابرة.
ومع العودة إلى البطولات الإقليمية، تكرر المشهد ذاته، ففي كأس الخليج 2025، دخل المنتخب البطولة وهو أحد أبرز المرشحين، لكنه غادرها دون لقب، ليُسجَّل إخفاق جديد في بطولة يفترض أن تكون مقياسًا للهيمنة الإقليمية. ولم يختلف الحال كثيرًا في الكأس الذهبية 2025، حيث شارك المنتخب بحثًا عن إثبات الذات أمام مدارس كروية مختلفة، إلا أن المشاركة انتهت دون أثر فني حقيقي أو نتيجة تُضاف إلى السجل.
أما كأس العرب 2025، التي تمثل فرصة ذهبية لتأكيد التفوق العربي وفرض الشخصية الفنية، فقد تحولت هي الأخرى إلى محطة فشل جديدة، عكست غياب الحلول، وتكرار الأخطاء، وعدم القدرة على التعامل مع مباريات الحسم، وهو العامل المشترك في معظم إخفاقات رينارد مع المنتخب.
وعند الابتعاد قليلًا عن أسماء البطولات، والاقتراب من لغة الأرقام، تتضح الصورة بشكل أكثر قسوة.
فالمنتخب خاض تحت قيادة هيرفي رينارد خمسًا وستين مباراة رسمية، لم ينجح خلالها سوى في تحقيق ثلاثين انتصارًا، مقابل خمسٍ وثلاثين مباراة انتهت بتعثر ما بين خسارة وتعادل. هذه الحصيلة تعني أن نسبة التعثر تفوقت على الانتصارات، وهو أمر لا يمكن قبوله عندما نتحدث عن منتخب يفترض أنه ينافس على البطولات لا يكتفي بالمشاركة المشرفة.
الأخطر من ذلك أن هذه الأرقام لم تأتِ في ظروف صعبة أو استثنائية، بل في ظل توافر كل عوامل النجاح؛ استقرار إداري، دعم جماهيري، أسماء لاعبين مميزة، وتحضيرات طويلة. ومع ذلك، ظل الأداء متذبذبًا، والهوية الفنية غير واضحة، والمنتخب عاجزًا عن فرض أسلوبه في المباريات الكبرى، وكأن المشروع الفني توقف عند حدٍّ معين ولم يتطور بعده.
المشكلة في تجربة رينارد لم تكن في قلة الفرص، بل في سوء استثمارها، ولم تكن في ضعف الأدوات بل في غياب الأثر، وفي كرة القدم الحديثة، لا يُقاس المدرب بما قاله في المؤتمرات الصحفية، ولا بما حققه في تجارب سابقة مع منتخبات أخرى، بل بما يتركه من بصمة حقيقية مع المنتخب الذي يقوده .

السعودية الاخبارية ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك