ماذا بعد الأردن؟
لم تكن خسارة المنتخب السعودي أمام الأردن بهدف دون مقابل مجرد تعثر عابر في ليلة غير موفقة، بل بدت أقرب إلى جرس إنذار لمرحلة تتطلب مراجعة شاملة، قبل أن يجد الأخضر نفسه في مواجهة منتخبات أقوى وأشد شراسة في كأس العالم المقبل،
فالمباراة لم تظهر فقط تفوق المنتخب الأردني في الرغبة والتنظيم، بل كشفت بوضوح عن خلل في أداء المنتخب السعودي، لا يمكن تجاهله.
منذ الدقائق الأولى، ظهر الأخضر بلا شخصية واضحة، تمريرات مقطوعة، تحولات بطيئة، ضغط غائب، وإيقاع مفقود، بدا الفريق وكأنه يكتفي برد الفعل، بينما فرض المنتخب الأردني أسلوبه بثقة وانضباط، في مشهد لا يليق بمنتخب يفترض أنه يستعد لمشاركة عالمية.
المدرب يتحمل جزءا رئيسيا من المسؤولية، الخطة بدت بلا ملامح، والتشكيلة الأساسية افتقدت التوازن، وظهر وسط الملعب مفككا، والأطراف بلا فاعلية، والهجوم بلا حلول، حتى التبديلات جاءت متأخرة، ولم تحدث أي فارق يذكر في شكل الفريق أو حضوره.
وهنا يبرز السؤال المهم، هل يملك الجهاز الفني المرونة والشجاعة الكافية لتصحيح المسار قبل فوات الأوان، وإن لم يكن، فالتغيير يصبح ضرورة لا خيارا.
لكن تحميل المدرب وحده المسؤولية، يعد تبسيطا للمشهد، ما ظهر في الملعب كشف أيضا عن تراجع في التركيز الذهني والانضباط الاحترافي لدى بعض اللاعبين، حين يغيب الحماس، وتضعف الجدية، ويطغى الانشغال بالمظاهر على جوهر الأداء، فإن النتيجة الطبيعية هي فريق بلا روح جماعية ، كرة القدم لا تكسب بالصورة، بل بالالتزام والانضباط والجاهزية الذهنية.
هذا الواقع يفتح الباب أمام تساؤل يتردد في الشارع الرياضي، هل هذا هو أفضل ما لدينا ؟
الإجابة المؤلمة تشير إلى أزمة في الخيارات، حيث أصبحت بعض المراكز مستهلكة، ودكة البدلاء محدودة، والمنافسة على المراكز الأساسية شبه غائبة، هكذا يصبح المنتخب أسيرا لأسماء بعينها، حتى وإن تراجع مستواها في اللحظات الحاسمة.
الخطر الحقيقي لا يكمن في خسارة مباراة، بل في تكرار الأخطاء ذاتها، ونحن على أعتاب كأس العالم، حيث لا مجال للأخطاء، ولا رحمة مع المنتخبات التي تتراجع ذهنيا أو تكتيكيا.
إذا كان هذا هو أفضل الموجود، فالمطلوب شجاعة في اتخاذ القرار، إعادة ترتيب الأوراق، وضخ دماء جديدة، ومنح الفرصة للاعبين الشباب الجاهزين، لا الاكتفاء بأسماء تختفي حين تشتد الضغوط.
الوقت ما زال يسمح بالتصحيح، لكن التأجيل سيجعل الثمن أغلى، فالمونديال لا ينتظر، والتاريخ لا يرحم من رأى الخلل بوضوح، واختار تجاهله.
@sultan2030m
السعودية الاخبارية ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
