برشلونة لمواصلة زخمه وأتلتيكو لنفض غبار خروجه القاري الدراماتيكي

ريك شارما سيكون ملعب “ميتروبوليتانو” مسرحا لمواجهة من العيار الثقيل بين برشلونة متصدر الترتيب ومضيفه أتلتيكو مدريد الثالث المتخلف عنه بنقطة واحدة الأحد، ضمن المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الاسباني لكرة القدم.

وتعود الخسارة الأخيرة للنادي الكاتالوني في “لا ليغا” الى لقائه الاخير أمام أتلتيكو نفسه بنتيجة 1-2 في 21 كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما انتزع “روخيبلانكوس” صدارة الترتيب من “بلاوغرانا” متوجا فترة من الانحدار المقلق للأخير.

ومذاك الحين، نجح فريق المدرب الألماني هانزي فليك في البقاء لـ 17 مباراة من دون خسارة في مختلف المسابقات (14 فوزا و3 تعادلا).
وفي الدوري الإسباني تحديدًا، استعاد العملاق الكاتالوني صدارة الترتيب، متفوقا على غريمه التقليدي ريال مدريد حامل اللقب بفارق الأهداف، وبنقطة واحدة عن أتلتيكو الثالث، لكن برشلونة لعب مباراة أقل من فريقي العاصمة.
وبعد بداية قوية هذا الموسم، عاش برشلونة فترة عصيبة في بداية الشتاء، فاعتقد البعض أن الفريق يتجه نحو كارثة، قبل أن يستعيد عافيته مطلع العام الحالي ويغير الصورة بأكملها.
ويدرك برشلونة الذي يتسلح بمعنويات مرتفعة بعد بلوغه ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه الكبير على بنفيكا 4-1 في مجموع المباراتين (3-1 إيابا)، أن الفوز في معقل أتلتيكو في غاية الاهمية في ظل السباق الثلاثي المحتدم الى اللقب.
– نكسة أتلتيكو –
كما سيسعى فليك ولاعبوه لاستغلال الضرر المعنوي الذي تسببته الخسارة الدراماتيكية لأتلتيكو أمام جاره ريال بركلات الترجيح 2-4 في إياب ثمن نهائي المسابقة القارية المرموقة، في مواجهة مثيرة للجدل شهدت إلغاء ركلة ترجيحية للارجنتيني خوليان ألفاريس بعد تدخل تقنية الحكم المساعد بداعي لمسه للكرة بقدميه أثناء تنفيذه لها.
وقال فليك بعد فوز برشا على بنفيكا “لا أحد يهتم لما حصل في الماضي عندما تخسر مباراة، لذا إنه أمر جيد بأن نركز دائما على المباراة التالية، وأن نعطي كل شيء يمكنك أن تعطيه من أجل الفريق، ولتحقيق النجاح”.
وتابع “أحب هذه العقلية وهم على درجة عالية من التركيز.
“اعتقد ايضا بأنهم يمضون وقتا ممتعا معا، وفي الوقت الحالي فالأجواء رائعة، وهذا ما يساعد كثيرا لتحقيق النجاح الذي نتطلع اليه”.
اجتمعت عناصر عدة وراء نجاح برشلونة في الفترة الأخيرة، حيث لا يزال الفريق يقارع من أجل الثلاثية، إذ يواجه أتلتيكو ايضا في نصف نهائي كأس إسبانيا (انتهت مباراة الذهاب بالتعادل 4-4 في 25 فبراير).
وأجرى فليك تغييرين محوريين على تشكيلة الفريق، من خلال إشراك الحارس البولندي فويتشيخ شتشيزني ولاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ أساسيين في مركزيهما.
في حين أبقى مدرب بايرن ميونيخ الألماني السابق على إينياكي بينيا ومارك كاسادو على مقاعد البدلاء، ليظهر الفريق أكثر صلابة في الدفاع وخطورة في الهجوم.
وحافظ شتشيزني على نظافة شباكه في ثماني من أصل 15 مباراة خاضها، في حين استعاد دي يونغ الثقة بعد فترة طويلة من انعدام الثبات.
واستغل برشلونة العطلة الشتوية من أجل استعادة الزخمين الذهني والبدني، يضاف الى ذلك عمل فريق اللياقة البدنية، ما أثمر عودة برشلونة الى فترته الذهبية التي عاشها بداية الموسم.
وقال فليك “في الجانب البدني لا أتدخل، إنه أمر متعلق بفريق اللياقة البدنية، خوليو (توس) وفريقه”.
وأضاف “إنهم يقومون بعمل مذهل. يقوم ديكو (المدير الرياضي) بعمل جيد عندما خطط لقدوم جميع الخبراء الجدد لمساعدتنا. يمكنكم أن تروا ذلك”.
وفي الوقت الذي تعاني الفرق الأخرى بمن فيهم ريال مدريد من إصابات متعددة، وباستثناء الغياب الطويل للحارس الالماني مارك-أندري تير شتيغن ومارك بيرنال، والمدافع الدنماركي اندرياس كريستانسن، بلغت التشكيلة الكاتالونية أفضل جهوزيتها.
ويعود الفضل أيضا إلى الثقة التي يضعها فليك في جميع عناصره، وليس فقط اللاعبين الأساسيين.
ففيما لا يتواجد الأوروغوياني رونالد أراوخو وإريك غارسيا ضمن التشكيلة الاساسية للفريق في الفترة الاخيرة الا انهما يحصلان على عدد جيد من الدقائق، الى جانب فيرمين لوبيس، فيران توريس وغافي.
-“الجميع يتحلى بالثقة” –
وقال أراوخو “من أجل الفوز باللقب، نحتاج للعديد من اللاعبين، وليس فقط 11 او 12، بل دكة بدلاء جيدة ايضا، المدرب يدير الامور على نحو جيد”.
وتابع “الجميع يتحلى بالثقة، إنهم سعداء ويدركون أنه باستطاعتهم مساعدة الفريق”.
وسيكون فليك سعيدا بالطريقة التي لعب فيها فريقه خلال الشوط الثاني من المباراة أمام بنفيكا، وتحديدا لناحية الحفاظ على أفضليتهم.
وفي ديسمبر، تلقى برشلونة هدفا في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع من أتلتيكو ليخسر 1-2، قبل أن يتلقى مجددا هدفين متأخرين في ذهاب نصف نهائي مسابقة الكأس ليتعادلا 4-4.
لذا، يأمل “بلاوغرانا” أن تكون “الثالثة ثابتة” الاحد وبالتالي توجيه ضربة قاسية لخصومه في معركة اللقب، وإثبات تطوره الملحوظ في الفترة الاخيرة وتحديدا مع وصول الموسم الى فترة لا تقبل القسمة على اثنتين.
من ناحية أخرى، يملك ريال فرصة انتزاع الصدارة موقتا عندما يحل ضيفا على فياريال في مباراة حساسة.
ويحتل فياريال المركز الخامس برصيد 44 نقطة بفارق 5 عن المركز الرابع المؤهل الى دوري الابطال، ذلك بقيادة مهاجمه المتألق أيوسي بيريس صاحب 11 هدفا في 19 مباراة، حيث يأمل فريق “الغواصات الصفر” بتعويض خسارته المفاجئة أمام الافيس في الجولة الماضية.