تحذير قبل نصف النهائي.. قوة الأردن تُربك حسابات الأخضر في كأس العرب

وجّهت المستويات اللافتة التي يقدمها المنتخب الأردني في بطولة كأس العرب رسالة تحذير واضحة للجهاز الفني للمنتخب السعودي، قبل المواجهة المرتقبة بينهما في الدور نصف النهائي، في لقاء يُتوقع أن يكون من أصعب اختبارات “الأخضر” في البطولة.

وأكد متابعون أن وصول “النشامى” إلى هذا الدور لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل فني وتكتيكي منظم، فرض به المنتخب الأردني نفسه كأحد أبرز فرق البطولة، رغم اعتماده على أسلوب متوازن يميل أحيانًا إلى التحفظ الدفاعي.
ويحذر مراقبون من تكرار السيناريو الذي أطاح بالمنتخب العراقي، بعدما عجز عن اختراق الدفاع الأردني الصلب طوال دقائق المواجهة، مشيرين إلى أن الاستهانة بالأردن قد تكلّف السعودية غاليًا في حال غاب التركيز أو فُقد الصبر.
ويبرز الحارس يزيد أبو ليلى كأحد أهم أسلحة المنتخب الأردني في البطولة، بعدما قدم مستويات استثنائية جعلته أحد أبرز نجوم المسابقة. الحارس المتألق منح فريقه أمانًا دفاعيًا كبيرًا بفضل تمركزه المميز وسرعة رد فعله في المواجهات الفردية، ما فرض تحديًا كبيرًا على مهاجمي الخصوم، الذين فشلوا في استغلال أنصاف الفرص أمامه.
إلى جانب ذلك، يعتمد المنتخب الأردني على منظومة دفاعية شديدة الانضباط، تقوم على إغلاق المساحات، خاصة في عمق الملعب، والحد من خطورة صانعي اللعب، وهو ما يجبر المنافسين على الحلول الفردية أو التسديد من خارج المنطقة. هذا التنظيم الدفاعي أثبت فاعليته أمام منتخبات تملك قدرات هجومية عالية.
ولا تقتصر قوة “النشامى” على الجانب التكتيكي فقط، بل تمتد إلى العامل البدني والذهني، حيث يظهر اللاعبون بروح قتالية عالية في الالتحامات الثنائية والكرات المشتركة، ما يمنحهم أفضلية واضحة في الصراعات المباشرة، ويزيد من الضغط النفسي على الخصم طوال المباراة.
وفي ظل هذه المعطيات، يدرك المنتخب السعودي أن مواجهة الأردن لن تكون سهلة، بل تتطلب تركيزًا عاليًا، وصبرًا هجوميًا، وقدرة على التعامل مع مباراة مغلقة قد تُحسم بتفاصيل صغيرة، في صراع لا يعترف إلا بالجاهزية الذهنية والانضباط حتى صافرة النهاية.