تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع: من الترفيه إلى صناعة الأثر
لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصات للترفيه أو تبادل الآراء العابرة، بل تحولت إلى أدوات مؤثرة في تشكيل الوعي المجتمعي، وصناعة المبادرات الإنسانية، وتوجيه الرأي العام نحو قضايا قد لا تجد طريقها إلى الضوء لولا هذا الفضاء الرقمي المفتوح.
وفي خضم هذا التحول، برز عدد من صُنّاع المحتوى الذين تجاوزوا فكرة “الترند” المؤقت، وانتقلوا إلى مرحلة التأثير الحقيقي، ومن بينهم المؤثر السعودي عادل المطيري، الذي استطاع أن يقدّم نموذجًا مختلفًا في توظيف السوشيال ميديا لخدمة المجتمع.
فقد بادر المطيري بدعم المصابين باضطراب طيف التوحد، من خلال محتوى إنساني صادق، سلّط الضوء على هذه الفئة بطريقة قريبة من الناس، بعيدًا عن التنميط أو الاستغلال العاطفي. هذه المبادرة لاقت صدى واسعًا، وتصدّرت الترند في منصة “إكس”، محققة تفاعلًا كبيرًا يعكس تعطّش المجتمع لمثل هذا النوع من المحتوى الهادف.
ولم يتوقف الأثر عند هذا الحد، بل امتد ليشمل مبادرة أخرى مع فئة الصم وضعاف السمع، حيث أسهمت زياراته لهم في زيادة اهتمام شريحة واسعة من المجتمع بتعلّم لغة الإشارة، في مشهد يؤكد أن المحتوى حين يكون صادقًا، فإنه لا يكتفي بالمشاهدة، بل يدفع الناس إلى الفعل والمشاركة.
إن مثل هذه المبادرات تؤكد أن السوشيال ميديا، رغم ما يُؤخذ عليها من سلبيات، تظل سلاحًا ذا حدين، وأن حسن استخدامها قادر على إحداث تغيير حقيقي في الوعي والسلوك. فالمؤثر اليوم لم يعد مطالبًا فقط بعدد المتابعين، بل بحجم الأثر الذي يتركه في مجتمعه.
ختامًا، تبقى المسؤولية مشتركة بين صانع المحتوى والجمهور، فحين يُكافأ المحتوى الإيجابي بالتفاعل والدعم، يصبح الطريق ممهّدًا أمام مبادرات إنسانية أكثر، ويترسّخ دور وسائل التواصل الاجتماعي كقوة ناعمة تصنع الفرق، لا مجرد منصات عابرة للضجيج.


السعودية الاخبارية ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
