الصحفي طارق نواب: الأغاني القديمة تراث موسيقي لا يندثر في عصر التكنولوجيا

الصحفي طارق نواب: الأغاني القديمة تراث موسيقي لا يندثر في عصر التكنولوجيا

قال الكاتب الصحفي طارق نواب، إنه رغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في العقود الأخيرة، ورغم التطور السريع في وسائل الإنتاج الموسيقي وأساليب الاستماع، إلا أن الأغاني القديمة ما زالت تحتفظ بمكانتها المميزة في قلوب المستمعين، لافتًا إلى أنه مع ظهور الموسيقى الرقمية وتنوع المنصات الموسيقية الحديثة مثل “سبوتيفاي” و”آبل ميوزيك”، إلا أن الأغاني الكلاسيكية لا تزال تجد جمهورًا وفيًا يعود إليها باستمرار.

وتابع “طارق نواب” أن هذا الاستمرار ليس مجرد صدفة، بل يعكس عمق التأثير الثقافي والفني لهذه الأغاني، والتي تشكل جزءًا من ذاكرة الأجيال الماضية والحاضرة، من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والفنان محمد عبده وطلال مداح في العالم العربي، إلى إلفيس بريسلي وفرانك سيناترا في الغرب، هذه الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى صنعت إرثًا موسيقيًا خالدًا يستمر في الازدهار حتى في ظل التغيرات الهائلة في صناعة الموسيقى.

 ونوه إلى أن الأغاني القديمة تتميز بأنها تعكس مشاعر أصيلة وقصصًا تتناول قضايا الحب، الحزن، الفرح، وهذه الأغاني غالبًا ما تكون مرتبطة بذكريات خاصة لدى المستمعين، سواء كانت لحظات شخصية أو حقب زمنية عاشتها مجتمعات بأكملها، مضيفًا: “هذا الحنين يجعل الأغاني القديمة أكثر من مجرد مقطوعات موسيقية، بل أشبه بجسر يصل بين الماضي والحاضر”.

وأكد أنه رغم التقدم في تقنيات الإنتاج الموسيقي اليوم، يجد الكثيرون في الأغاني القديمة بساطة وروحانية يصعب الوصول إليها في الأعمال الحديثة، وهذا ما يفسر لماذا لا تزال الأجيال الجديدة تتعرف وتحب هذه الأغاني، رغم أنها صدرت في عصور قديمة.

وأشار طارق نواب، إلى أن التقدم التكنولوجي الذي يهدد بجعل الأشياء قديمة هو نفسه الذي ساعد في إحياء الأغاني الكلاسيكية وجعلها متاحة لجمهور أوسع، وذلك بفضل الرقمنة والمنصات الموسيقية الحديثة، حيث أصبحت الأغاني القديمة متاحة بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى، ويمكن لأي شخص الآن الاستماع إلى أعمال محمد عبد الوهاب أو فيروز بنقرة زر، دون الحاجة إلى البحث عن أسطوانات قديمة أو شرائط كاسيت نادرة.

وأوضح أن تقنيات التحسين الصوتي ساهمت في إعادة إصدار هذه الأغاني بجودة صوتية أفضل، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستمعين الجدد الذين لم يعاصروا تلك الفترات، وهذا الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الموسيقي يعزز من استمرارية هذه الأغاني ويضمن بقاءها في الذاكرة الجماعية لفترة أطول.

وذكر أن هناك ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام هي عودة شرائط الفينيل والكاسيت إلى الساحة الموسيقية، في ظل الثورة الرقمية التي تتيح الاستماع إلى ملايين الأغاني في أي وقت، يتجه البعض إلى إعادة اقتناء هذه الوسائط القديمة كجزء من موضة الرجوع إلى الماضي، وهذه العودة تشير إلى رغبة العديد من الأشخاص في تجربة الأصالة التي كانت تتمتع بها الموسيقى في تلك الفترة.

وشدد الكاتب الصحفي، على أن هذه الظاهرة تؤكد أن الأغاني القديمة ليست مجرد ذكريات، بل هي جزء من الهوية الموسيقية التي تستمر في تشكيل الثقافة الحديثة، كما أن إعادة إصدار الألبومات القديمة على وسائط فينيل جديدة يعيد ربط الجمهور بهذه الأغاني بطريقة تقليدية، مما يعزز من استمراريتها.

السعودية الاخبارية ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

Similar Posts