صور.. أطفال من غزة يستأنفون الدراسة داخل الخيام وسط الركام
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، افتتحت مدرسة “اللولوة القطامي” أبوابها من جديد داخل مبنى قديم متضرر في حي الرمال غرب غزة، واستقبلت نحو 900 تلميذ بدأوا تلقي تعليمهم الأساسي، رغم غياب الكتب والقرطاسية، واعتماد صفوف مؤقتة داخل خيام نُصبت في الغرف المتضررة.
ووسط مشاهد الدمار الهائل في قطاع غزة، تستيقظ الطفلة ليان حجي يوميًا لتسلك طريقًا وعرًا فوق ركام المباني المهدّمة، في رحلة تستغرق نصف ساعة للوصول إلى مدرستها الجديدة، لا تحمل حقيبة ولا كتبًا، ولا ترتدي زيًا مدرسيًا، لكنها تتمسك بالأمل، وتقول: “أنا سعيدة بأني أعود للتعلّم، أريد أن أصبح طبيبة”.
أطفال غزة بين التعليم والبقاء
مثل ليان، عبّر التلميذ سعيد شلدان (16 عامًا) عن فرحته باستئناف الدراسة، رغم فقدان منزله وتنقله المتكرر خلال الحرب، وقال: “ليست عندي كتب ولا حقيبة، لا كهرباء ولا مياه ولا شوارع، لكني سعيد بعودتي إلى المدرسة”.
وتؤكد مديرة المدرسة إيمان الحناوي أن التلاميذ يعانون أوضاعًا نفسية صعبة بعد أن أجبرتهم الحرب على أداء أعمال تفوق أعمارهم، مثل جمع الحطب واصطفافهم ساعات في طوابير الخبز والمياه، وتشير إلى أن المدرسة تعتمد أسلوبًا جديدًا يقوم على التعليم باللعب لتخفيف التوتر النفسي عن الأطفال.


تعليم بالعروض والرقص والمسرح
في محاولة لتعويض الفاقد التعليمي، تستخدم المعلمات والمعلمون طرقًا مبتكرة: معلمة الرياضيات تعتمد الرقص الجماعي لحل المعادلات، ومدرس اللغة العربية يستخدم المسرحيات الهزلية لمراجعة القصائد والنصوص.
ويقول مدير المشروع فيصل القصّاص إنهم بدأوا “من الصفر”، عبر إنشاء نقطة تعليمية تستوعب 900 تلميذ بنظام الفترتين، مع أنشطة نفسية ولا منهجية لتخفيف آثار الحرب.
25 ألفًا في المساحات المؤقتة
أعلن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن أكثر من 25 ألف تلميذ التحقوا بمساحات التعلّم المؤقتة، في حين يتلقى نحو 300 ألف تعليمهم عبر الإنترنت، رغم ضعف الكهرباء والاتصال.
وتشير وزارة التعليم في غزة إلى أن عدد التلاميذ في القطاع يتجاوز 758 ألفًا، وأن 97% من المدارس تعرضت لأضرار جسيمة أو مباشرة.


مشروع “إعادة الأمل لغزة”
في مخيم النصيرات، تمارس الفتيات التمارين الرياضية صباحًا في ساحة مدرسة “الحساينة”، بينما تجلس 50 طالبة على الأرض بلا مقاعد، ورغم ذلك، ترتسم الابتسامة على وجوههن كلما حملن ورقة أو كتبن على السبورة.
وفي منطقة المواصي، تعمل مبادرات تعليمية صغيرة مدعومة من الخارج ضمن مشروع “إعادة الأمل لغزة” التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع بالشراكة مع الأمم المتحدة، لتوفير خيام تعليمية ومستلزمات ودعم نفسي وإنترنت وكهرباء لأكثر من 100 ألف تلميذ.
ويقول مدير إحدى المبادرات حازم أبو حبيب إن التدريس يقتصر على 4 مواد أساسية فقط، بهدف منع انهيار العملية التعليمية، محذرًا من أن غزة تواجه “أخطر مراحل التعليم” في تاريخها.
السعودية الاخبارية ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
