«مؤشر بافيت» ينذر بفقاعة في الأسهم الأمريكية رغم الصعود التاريخي

أطلق مؤشر المستثمر البارز وارن بافيت، تحذيرًا مقلقًا في سوق الأسهم الأمريكية، في وقت تحقق فيه “وول ستريت” واحدة من أقوى موجات الصعود، حيث تجاوز “مؤشر بافيت” – وهو مقياس يشبه إلى حد ما ترمومتر حرارة السوق – مستواه القياسي السابق الذي سجل قبيل الانهيار الكبير في 2022.

ويشير مؤشر بافت، الذي يتتبع قيمة الشركات الأمريكية المدرجة في البورصة مقارنة بالناتج المحلي الأمريكي، حاليًا إلى نسبة 222.1%، أي أن سوق الأسهم البالغة قيمته 72 تريليون دولار، أصبح الآن أكبر من الاقتصاد بمرتين، وهو ما يصفه محللو “باركليز” بأنه “دليل على سلوك يشبه الفقاعة”.

من جانب آخر، طورت مجموعة “باركليز” مؤشرًا خاصًا لقياس “الابتهاج المفرط” بين المستثمرين، مستندة إلى بيانات تعود إلى عام 1997. ويقف المقياس حاليًا عند 11%، متجاوزًا بكثير متوسطه التاريخي البالغ 7.1%، وهو مستوى لم يشهده السوق إلا في ذروتيّ فقاعة الإنترنت (انهيار الدوت كوم)، وطفرة “أسهم الميم” في 2021، مما يؤكد صحة التحذيرات التي يطلقها مؤشر بافيت.

ورغم نذر الخطر هذه، تظهر البيانات الأساسية قوة استثنائية، حيث تشهد أرباح الشركات قفزة كبيرة بلغت قرابة 13% على أساس سنوي، وهو ما يعد أحد أسرع معدلات النمو في السنوات الأخيرة. كما أن قوة الأرباح لم تعد محصورة في حفنة من شركات التكنولوجيا العملاقة، بل امتدت لتشمل قطاعات أوسع، مما يقدم حجة قوية للمتفائلين ويدعم استمرار ارتفاع الأسعار.
ويبقى المستثمرون في موقف محير بين تحذيرات المؤشرات التاريخية من “اللعب بالنار”، كما وصف وارن بافيت نفسه هذه الحالة قبل سنوات، وبين الوقائع الأساسية القوية التي تظهر أرباحًا قياسية.
وفي خضم هذا الارتباك، نصحت “باركليز” المستثمرين بالتحلي بالحذر واعتماد استراتيجيات تحمي المكاسب المحققة حديثًا، مع الاستمرار في المشاركة جزئيًا في أي صعود محتمل، في انتظار ما تكشف عنه الأحداث القادمة في السوق.